نواكشوط
استقبل فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الاثنين بالقصر الرئاسي في نواكشوط، وكيلة وزارة الشؤون الخارجية الأمريكية المكلفة بالشؤون السياسية، السيدة فيكتوريا نولاند.
وتطرق اللقاء لعلاقات التعاون الثنائي وسبل الدفع بها نحو آفاق أرحب بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الصديقين، إضافة إلى استعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وعبرت المسؤولة الأمريكية في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء بعيد المقابلة، عن سعادتها بوجودها في موريتانيا، محطتها الأولى في زيارتها إلى منطقة الساحل، معبرة عن خالص شكرها للتقدير والترحيب الحار وكرم الضيافة الذي حظيت به وزملاؤها منذ وصولهم إلى موريتانيا.
وقالت إن الولايات المتحدة الأمريكية وموريتانيا تتمتعان بشراكة طويلة، حيث يصادف الشهر المقبل مرور 62 عاما على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية باستقلال موريتانياكأول دولة تعترف بها، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين مبنية على الثقة والمصالح والأهداف المشتركة.
وأشارت إلى أن موريتانيا تعتبر واحة للاستقرار في منطقة الساحل، مؤكدة أن الولايات المتحدة الأمريكية تشيد بدور موريتانيا في مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف.
ونبهت إلى أنه ونظرا للدور الحاسم الذي تلعبه موريتانيا في تعزيز الأمن الإقليمي في منطقة الساحل، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تقدر القيادة الموريتانية، خصوصا وأن موريتانيا تعتبر مضيفة للأمانة التنفيذية لمجموعة الخمس في الساحل وكلية الدفاع لهذه المجموعة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع إلى استمرار تعاونها الأمني مع هذا بلادنا.
وقالت إن جهود موريتانيا لاستقبال جيرانها المحتاجين ومساعدتهم، دليل على حسن نية مواطنيها، شاكرة في هذا الإطار الشعب الموريتاني على كرم ضيافته لأكثر من 80 ألف لاجئ مالي اضطروا إلى الفرار من العنف والاضطهاد، مبرزة أن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل تخصيص الموارد لمساعدة هؤلاء وغيرهم من السكان الضعفاء والمشردين.
ونبهت إلى أنها أجرت مع فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، محادثات صريحة ومثمرة حول العمل معا من أجل الأهداف المشتركة، مشيرة إلى أنها تثمن جهود فخامته الإصلاحية والعمل على تحسين الشفافية ودعم الاندماج الاجتماعي وإقامة إصلاحات اقتصادية رئيسية.
وقالت إن اللقاء تطرق للتحديات العالمية الأكثر إلحاحا في عصرنا مثل كوفيد -19، والصدمات المناخية، والصراعات وتأثيرها على تزايد انعدام الأمن الغذائي والطاقة. مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تلتزم بمساعدة الشعب الموريتاني في التغلب على انعدام الأمن الغذائي.
وأضافت أن الولايات المتحدة الأمريكية ونظرا لكونها أكبر مساهم في برنامج الغذاء العالمي، فإن البرنامج الدولي للغذاء من أجل التعليم وتغذية الطفل سيوفر 5ر28 مليون دولار على مدى خمس سنوات لإطعام ما يقرب من 100 ألف تلميذ سنويا في 320 مدرسة ابتدائية في ولايات لبراكنة و كوركول و تكانت.
وقالت: “إنه فيما يتعلق بحقوق الإنسان، فقد هنأت فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على التقدم الذي حققته إدارته لتحسين الاندماج الاجتماعي واحترام حقوق الإنسان”، مشيرة إلى أن النقاش تطرق للحاجة إلى حماية ضحايا العبودية ومقاضاة ومساءلة المسؤولين عنها.
وأشارت المسؤولة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بالمساهة في الارتقاء بالشباب الموريتاني، حيث ستوفر لهم مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية، استثمارات بقيمة 24 مليون دولار للتكوين المهم وصقل المهارات و التكوين المهني ولخلق فرص عمل مستدامة وللتخفيف من حدة النزاعات وبناء شبكات للشباب، مستعرضة المساعدات التي قدمتها بلادها لدعم موريتانيا في مجال محاربة جائحة كوفيد حيث تبرعت في هذا الإطار ب 64ر1 مليون جرعة لصالح موريتانيا.
وقالت إن زيارتها لبلادنا تعكس التزام الرئيس بايدن بتعزيز العلاقات الأمريكية مع الشركاء الأفارقة الرئيسيين، مشيرة إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين متنامية، حيث رحبت موريتانيا بالتجارة الأمريكية والاستثمار في قطاع الطاقة التقليدية، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تتوقع وتشجع المستثمرين والشركات الأمريكية على الشراكة مع نظيراتها الموريتانية في قطاعات الزراعة وصيد الاسماك والطاقة المتجددة.
جرى اللقاء بحضور معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، السيد محمد سالم ولد مرزوك، و مدير ديوان رئيس الجمهورية، السيد اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقائد الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية، الفريق البحري إسلكو ولد الشيخ الولي، وسفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة في موريتانيا سعادة السيدة سينثيا كيرشت، إضافة إلى الوفد المرافق للمسؤولة الأمريكية.