أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الجمعة بمركز بولنوار الإداري، على وضع حجر الأساس لمشروع تقوية نظام تزويد مدينة نواذيبو بمياه الشرب من بحيرة بولنوار.
ومن شأن هذا المشروع، الممول من طرف الدولة الموريتانية بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بغلاف مالي إجمالي يزيد على 32 مليار أوقية قديمة، أن يضع حدا نهائيا لأزمة العطش التي ظل سكان هذه المناطق يشكون منها لسنوات عديدة.
ويتكون الجزء الأول من أشغال تنفيذ المشروع من إنجاز عشرة آبار استغلال لإنتاج المياه من بحيرة بولنوار، بسعة 10000 م3 في اليوم، لدعم نظام تزويد مدينة نواذيبو بمياه الشرب، أما الجزء الثاني من المشروع فيتعلق بإنجاز الأشغال على مستوى بولنوار ووضع نظام مراقبة وتحكم عن بعد حيث يشمل هذا الجزء تأهيل الآبار القديمة، و تجهيز عشرة آبار جديدة، وإنشاء خط كهربائي بجهد متوسط قدره 15 كيلو فولت لتشغيل الآبار الجديدة، ووضع نظام مراقبة وتحكم، وتوريد وتركيب 5ر34 كم من الأنابيب بقطر يتراوح بين 200 و500 مم لشبكة التجميع و 9ر6 كم من الأنابيب بقطر يتراوح بين 75 و315 مم لشبكة التوزيع في بولنوار، و إنشاء نظام مراقبة وتحكم عن بعد لشبكة مياه الشرب لهذا المشروع.
وسيتم في إطار المرحلة الثالثة من هذا المشروع إنجاز شبكة توزيع للمياه في مدينة نواذيبو حيث سيتم في إطار هذه الأشغال اقتناء وتركيب واختبار وتشغيل 1ر43 كم من الأنابيب، وتوريد وإنجاز 3000 توصيلة جديدة، وتوريد وتركيب 9 عدادات تدفق رئيسية، أما المرحلة الرابعة والأخيرة من أشغال تنفيذ المشروع فسيتم في إطارها إنجاز خط للأنابيب لنقل المياه من بولنوار إلى نواذيبو بقطر 800 مم وبطول 55ر76 كم، و إنشاء قطب توزيع جديد بمدينة انواذيبو سيتم في إطاره بناء وتجهيز خزان نصف أرضي بسعة 5000 م3، و إنشاء محطة للضخ بتدفق 8ر388 م3 في الساعة، واقتناء وتركيب 76ر7 كلم من أنابيب الحديد بقطر يتراوح بين 300 و1000 مم داخل مدينة انواذيبو، و بناء مباني للاستغلال الاداري والفني في مدينتي انواذيبو وبولنوار وتوريد المعدات ذات الصلة.
ومن المتوقع أن يمكن هذا المشروع مع انتهاء الأشغال فيه من ضمان إمداد مدينتي نواذيبو وبولنوار بالمياه الصالحة للشرب بشكل دائم حتى أفق سنة 2037م.
وأوضح معالي وزير المياه والصرف الصحي، السيد سيد محمد ولد الطالب أعمر، في كلمة بالمناسبة، أن مشروع تقوية نظام تزويد مدينة نواذيبو بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من بولنوار يعتبر أحد المشاريع المهمة التي سيكون لها الأثر البالغ في تنمية هذه الولاية وتطورها وازدهارها.
وأضاف أن حضور فخامة رئيس الجمهورية لوضع حجر الأساس لهذا المشروع يبرهن على عمق وعيه بقضايا المياه وضرورة توفيرها لمواطنيه، مشيرا إلى أن ملف المياه يحتل مكانة كبيرة في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية “تعهداتي”، الذي تعمل حكومة معالي الوزير الأول، السيد محمد بلال مسعود، على تطبيقه وجعله واقعا معاشا.
وأشار إلى أن وضع الحجر الأساس لهذا المشروع الهام يتزامن مع ذكرى عزيزة علينا جميعا كموريتانيين، تستحضر أبرز حدث في تاريخنا المجيد، ألا وهي التحرر من الاستعمار، الذي شكل منعطفا حاسما في بناء موريتانيا المستقلة، صاحبة السيادة على أرضها وثرواتها، وهو ما يحظى برمزية خاصة لدى شعبنا لما يحمله من دروس وقيم وعبرٍ تعززها مشاعر الافتخار والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن الغالي.
وقال إن فخامة رئيس الجمهورية جسد روح هذه الذكرى الكبيرة بإشرافه شخصيا على تدشين العديد من المشاريع في مختلف القطاعات، وإطلاق الأشغال في حزمة أخرى من المشاريع العملاقة، سترى النور قريبا، مشيرا إلى أن كل ذلك بهدف تقريب الخدمات العمومية من المواطنين، حتى ينعموا بالرفاه والطمأنينة في وطنهم، وهو ما يعكس حرص سيادته على إسعاد مواطنيه عامة والأقل منهم دخلا خاصة.
وبدوره ثمن عمدة بلدية بلنوار، السيد محمد الأمين ولد أحمد، إطلاق هذا المشروع الهام الذي سيساهم في تزويد مدينتي نواذيبو وبولنوار بالمياه الصالحة للشرب، مشيدا بالإنجازات التي تحققت خلال الفترة الأخيرة.
وأشار إلى الأهمية التي تتمتع بها بلدية بلنوار التي تقع على أبواب العاصمة الاقتصادية، مطالبا بتعزيز تدخلات المندوبية الوطنية للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء(تآزر)، في هذه البلدية خاصة في مجالات التعليم والصحة والتدخلات الاجتماعية.
جرى حفل وضع حجر الأساس بحضور الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، و وزيري الصيد والاقتصاد البحري، والبترول والمعادن والطاقة، ووالي داخلت نواذيبو، ورئيس منطقة نواذيبو الحرة، ورئيس جهة نواذيبو، وقائد المنطقة العسكرية الأولى، ورئيس مركز بولنوار الإداري.