اللجنة المشتركة الموريتانية المصرية تعقد دورنها الثانية بنواكشوط

اجتمعت صباح يوم الثلاثاء 27/05/2025 بمقر الأكاديمية الدبلوماسية في وزارة الشؤون الخارجية، الدورة الثانية للجنة المشتركة الموريتانية المصرية للتعاون، تحت الرئاسة المشتركة لمعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، ومعالي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج السيد بدر أحمد عبد العاطي.
وقد عبر معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، خلال جلسة الافتتاح، عن بالغ ترحيبه بمعالي وزير الخارجية المصري ووفده المرافق بين أهلهم وأحبتهم في موريتانيا التي تكن لجمهورية مصر العربية الشقيقة، قيادة وشعبا، خالص الودّ ووافر التقدير.
وقال إن افتتاح أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة الموريتانية المصرية للتعاون، بالتوازي ولأول مرة، مع انعقاد منتدى اقتصادي لرجال الأعمال، تعزيزا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، يضفي على هذا اللقاء طابعا خاصا يجسد عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين وتطلعهما للتأسيس لشراكة تعود بالفائدة عليهما.
وأكد أن هذا اللقاء يأتي تجسيدا للإرادة القوية لقائدي البلدين فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وتنفيذا لتوجيهاتهما السامية بضرورة مضاعفة الجهود من أجل تعزيز وتسريع وتيرة التعاون الثنائي المثمر وتوطيد الشراكة البنّاءة، من خلال الاستغلال الأمثل للفرص والمقدرات الكبيرة المتوفرة في البلدين الشقيقين.
وأضاف أن لدى البلدين قناعة راسخة بأهمية تفعيل آليات التعاون وبرامجه وتعزيزها في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يلبّي تطلعات الشعبين الموريتاني والمصري.
ونوه بالتحضيرات الجيدة لهذه الدورة، وما أعده الخبراء من مشاريع مذكرات تفاهم واتفاقيات مهمة في العديد من المجالات الحيوية: من ثقافة وإعلام وتعليم عالٍ، شباب ورياضة، استثمار، صيد، موارد مائية وري، الإدارة الترابية وتأمين الوثائق المدنية والتي سيتم التوقيع عليها في ختام أشغال الدورة.
وعبر معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، باسم الحكومة الموريتانية، عن تثمينه ودعمه للجهود الحثيثة التي تضطلع بها جمهورية مصر في سبيل إيجاد حلول للقضايا الملحّة التي تواجه الأمتين العربية والإفريقية، ومن أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الجهود تنسجم تماما مع رؤية فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لما ينبغي القيام به في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق على يد الجيش الإسرائيلي المحتل، من تجويع وتقتيل وتشريد ممنهج، تجتمع فيها كل أركان جريمة الإبادة الجماعية، وهي رؤية عبّر عنها فخامته بوضوح حين قال في كلمته في قمة القاهرة للسلام: “إن خطورة الوضع القائم تستدعي، بإلحاح، هبة قوية من الجميع، وبذل كل الجهود الممكنة من أجل تداركه.”
وبدوره عبر معالي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج عن جزيل شكره لموريتانيا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعن سروره بانعقاد هذه الدورة التي تؤكد عمق الروابط الأخوية بين البلدين.
وقال إن هذا الاجتماع يأتي في ظرف يتطلب المزيد من التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات، مؤكدا حرص البلدين على لعب دور مهم في تعزيز التعاون الإفريقي.
وأشاد بالموقف الموريتاني الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وبدعم موريتانيا لجهود مصر لاستعادة مواقفها في القارة الإفريقية.
وأكد معالي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج عزم بلاده على انعقاد اللجنة المشتركة الموريتانية المصرية للتعاون بشكل سنوي، وكذلك المنتدى الاقتصادي، مؤكدا أهمية البعد الاقتصادي في هذه العلاقات، ورغبة الشركات المصرية في الاستثمار في موريتانيا.
وشدد على أهمية العلاقات الثنائية وتعزيزها في المجالات الثقافية والفكرية والعمل على تفعيل المركز الثقافي المصري، مشيرا إلى أن جامع الأزهر يعتزم زيادة الطلبة الموريتانيين للدراسة.
وقد اختتمت اللجنة المشتركة الموريتانية المصرية للتعاون، برئاسة معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، ومعالي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج السيد بدر أحمد عبد العاطي، أعمال دورتها الثانية، بالتوقيع على 13 اتفاقية وبروتوكولات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية، والمحضر المشترك حول أعمال الدورة.
ومن أبرز الاتفاقيات وذكرات التفاهم التي وقع عليها كل من معالي وزير الشؤون الخارجية ونظيره المصري، اتفاقية تعاون في مجال الصيد البحري وتربية الأحياء المائية؛ وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال الشباب للسنوات 2025-2028؛ ومذكرة تفاهم للتعاون الفني في مجال القوى العاملة؛ وبروتوكول دعم القدرات والحماية المدنية والإدارة الترابية وتأمين الوثائق المدنية؛ ومذكرة تفاهم في مجال الشؤون الإسلامية والأوقاف للأعوام 2025-2027.
كما شملت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بروتوكول تعاون في مجال الإعلام؛ ومذكرة تفاهم في مجال العلاقات الاستثمارية الثنائية؛ وبرنامج تنفيذي في مجال التعليم العالي للاعوام 2025-2027، ومذكرة تفاهم في مجال الموارد المائية والري؛ وتمديد البرنامج التنفيذي في مجال الثقافة للفترة 2025-2027؛ واتفاقية لتسليم نسخة من مكتبة ولد اتلاميد؛ ومذكرة تفاهم في مجال الشؤون الاجتماعية.
كما شهد الحفل توقيع اتفاق بين معالي وزير التجهيز والنقل وممثل عن شركة المقاولون العرب بخصوص خط ترامواي.
وعبر معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج عن شكره وامتنانه لنظيره المصري على ما بذله من جهود في مجال تعزيز التعاون بين البلدين، وهو ما يعكس عمق العلاقات بينهما.
وقال إن هذه الدورة شهدت نقاشات ومداولات هامة أثمرت عن التوقيع على جملة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين، مؤكدا أن هذه الاتفاقيات ستتم متابعتها والعمل على تنفيذها بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
وقال إن موريتانيا تولي عناية خاصة لتعزيز التعاون المشترك مع جمهورية مصر العربية تنفيذا لتوجيهات صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وإرادته الصادقة في الرقي بهذه العلاقات إلى أعلى المستويات.
واستعرض المواضيع التي تم التطرق لها خلال لقائه مع نظيره المصري والتي تناولت مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك على المستوى الإقليمي والدولي.
من جانبه، أوضح معالي وزير الخارجية المصري أن المناقشات والمداولات التي شهدتها أعمال اللجنة المشتركة عكست عمق العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، وما يشهده هذا التعاون من تنسيق وتعاون مشترك لتعزيز هذه العلاقات والارتقاء بها أعلى المستويات تنفيذا لتوجيهات قائدي البلدين.
وقال إن أعمال اللجنة التي استمرت على مدى يومين شهدت نقاشات مثمرة حول العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات كالتعليم والكهرباء والبنية التحتية ومصايد الأسماك واستغلال الثروة الحيوانية، إضافة إلى كافة قطاعات التعاون المختلفة.
وقال إن اللقاء مكن من التطرق لمختلف قضايا النزاعات في العالم العربي والمنطقة الافريقية وضرورة البحث لها عن حلول مناسبة.
وأضاف أن تم بحث مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار الدولية.
وأكد أن جمهورية مصر العربية ستظل سندا وعونا لموريتانيا في مختلف المجالات، مشيدا بموقف موريتانيا من مختلف القضايا التي تساعد في تعزيز وحدة الصف العربي.
وكان معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، السيد محمد سالم ولد مرزوك، قد أجرى بمكتبه في نواكشوط، مباحثات مع معالي السيد بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وذلك على هامش الدورة الثانية للجنة المشتركة الموريتانية المصرية للتعاون، المنعقدة في نواكشوط. وتناول اللقاء علاقات التعاون المتميزة بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين. كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
حضر اللقاء كل من سفير موريتانيا في مصر سعادة السيد الحسين سيدي عبد الله الديه، والسفير المدير العام لمديرية التعاون الثنائي السيد محمد الحنشي الكتاب، والسفير مدير العالم العربي وكالة السيد عمر محمد بابو.