قال رئيس منتدى أبوظبي للسلم، الشيخ عبد الله ولد بيه، إن البشرية جمعاء مدعوة للدخول في السلم كافة وعلى العلماء الدعوة إلى ذلك وعدم اليأس، لأن السلم هو مفتاح الحياة وبه تصان الكليات وبدونه لا يمكن تحقيق استقرار ولا تنمية ولا يمكن وجود دين ولا دولة.
وركز سماحته خلال كلمته بمناسبة افتتاح المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم اليوم الثلاثاء بنواكشوط، على دلالة عنوان التظاهرة: ( ادخلوا في السلم في كافة) في الحث على أهمية السلم والابتعاد عن نزوات النفس، خاصة في هذا العصر الذي تنتشر فيه الحروب والقتل بدون سبب، مؤكد أن السلم اليوم ليس ترفا بل ضرورة.
وذكر بالدور الذي يضطلعون به في منتدى أبو ظبي لنشر السلم، من خلال التحسيس والتذكير وتنظيم حوارات دينية لمحاولة دفع الشبه وتصحيح بعض المفاهيم، إلى جانب القيام بحوارات خاصة بالتنمية، آملا أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات علمية وعملية تساهم في تحقيق السلم.
وبدوره أشاد وزير الأوقاف المصري، السيد مختار محمد جمعة بهذا المؤتمر وما حققه من نتائج رغم حداثته، وذلك لحاجة العالم إلى السلم وإيقاف الحروب وتبعاتها، مشددا على ضرورة تصحيح بعض المفاهيم التي ابتعدت بالشباب عن الفهم الصحيح للدين، مستشهدا ببعض النماذج في هذا السبيل.
وطالب بالتركيز على مجموعة من الخطوات لتحقيق السلم في العالم، كالتأكيد على المشترك بين الإنسانية وإفشاء السلام وترسيخ أسس المواطنة والإيمان بالتنوع، مؤكدا أن السعي لتحقيق السلم من مفاتيح الخير كما ورد في الحديث النبوي.
من جهته أكد سفير النوايا الحسنة بالولايات المتحدة الأمريكية المكلف بالحريات الدينية، السيد راشد الحسين، دعم بلاده للقارة الإفريقية في الجهود الرامية إلى إحلال السلام فيها، داعيا إلى إزاحة بعض العوائق، كتعليم البنات، معربا عن سعادته بتواجد الشباب في المؤتمر.
ومن جانبه دعا فخامة رئيس جمهورية نيجريا المتحدة، السيد محمد بخارى، الرئيس السينغالي الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي إلى العمل المشترك تحت مظلة هذه المؤسسة على إحلال السلم في القارة ونشره، مشيرا إلى الأوضاع الصعبة ( القتل، الحروب) التي تعيشها بعض مناطق القارة بسبب نشاطات الجماعات المسلحة فيها.
وبدوره قال رئيس جمهورية غينيا بيساو التي ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء، السيد اسواريز صمبا، إن هذا المؤتمر يعبر عن الإرادة الصادقة لمجابهة العنف المبني على التصورات الخاطئة للدين، مؤكدا أن هذه الجهود يجب أن تكون عملا مشتركا، لخلق وعي اجتماعي لمواجهة هذه الظاهرة.
أما رئيس جمهورية روراندا، السيد بول كا غامي، فأكد في كلمته التي ألقيت عن بعد، على أن القارة الإفريقية بحاجة لإرادة سياسية تعمل على تنسيق الجهود لمواجهة مختلف التحديات بما فيها الإرهاب، والتي ينتشر فيها، مشيرا إلى أن السلام هو العمود الفقري للتنمية و إحلاله يستدعي عملا موحدا على مستوى القارة.
من جانبه قال رئيس جمهورية النيجر، السيد محمد بازوم في الكلمة التي ألقيت عن بعد، إلى أن بلده يعاني من آثار الغلو والتطرف، كما تعاني منها منطقة الساحل الإفريقي، معبرا عن امتنانه لجهود العلماء في التصدي لهذه الظاهرة.