رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الإسبانية يختتمان الاجتماع الأول رفيع المستوى بين موريتانيا وإسبانيا

أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ومعالي رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز، مساء اليوم الأربعاء في نواكشوط، على اختتام أعمال الاجتماع الأول رفيع المستوي بين موريتانيا وإسبانيا، الذي تميز بتنظيم مجلس الأعمال الموريتاني- الإسباني في محطة تاريخية تهدف إلى فتح آفاق جديدة للاستثمار وتعميق الشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين. وشهدت الجلسة الختامية إعلانات هامة وتعهدات ملموسة، أبرزها تخصيص إسبانيا حزمة مالية بقيمة 200 مليون يورو لدعم الاستثمارات الإسبانية في موريتانيا، وإطلاق منصة “القنطرة” الرقمية لتكون جسرًا مباشرًا بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

وفي كلمته الختامية، أكد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن هذا المنتدى يمثل محطة مهمة تعكس التزام القطاع الخاص بلعب دوره الكامل في تعزيز التعاون الثنائي القائم على “صداقة راسخة وعلاقات سياسية نموذجية”.

وهذا نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني:

“أشكر القطاع الخاص الموريتاني والإسباني على تنظيم هذا الحدث الذي يشكل فرصة للتعارف والتبادل بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

إن هذا الحدث يمثل في نظري محطة مهمة، ويعكس التزام القطاع الخاص بلعب دوره الكامل في تعزيز التعاون الموريتاني – الإسباني القائم على صداقة راسخة وعلاقات سياسية نموذجية.

أشجعكم بقوة على المضي قدمًا والإسراع في إقامة مشاريع مشتركة، فالإطار العام ملائم والإرادة السياسية متوفرة وفرص الاستثمار كثيرة ومتنوعة.

إن موريتانيا اليوم ورشة مفتوحة توفر باقة واسعة من الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاعات الإنتاجية مثل الصيد والزراعة والتنمية الحيوانية والصناعات الاستخراجية والتعدينية والبنى التحتية من طرق وجسور ومطارات ومبانٍ عمومية، وكذلك في قطاعي الخدمات والغاز والمعادن.

إن لكلّ من موريتانيا وإسبانيا إيمانًا راسخًا بالدور المحوري الذي يلعبه القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، ولهذا فهما يلتزمان عبر حكومتيهما بمرافقتكم وتسهيل الإجراءات أمامكم ورفع أية عراقيل أو تعقيدات إدارية قد تعترض طريقكم. إنكم تحظون بدعمنا الكامل؛ فاغتنموا هذه الديناميكية وحولّوها إلى إنجازات ملموسة تعود بالنفع على شعبينا الصديقين.

ختامًا، أتوجه بجزيل الشكر إلى كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، وأجدد ترحيبي بفخامة رئيس الحكومة الإسبانية، متمنيا له وللوفد المرافق إقامة طيبة في بلدهم الثاني موريتانيا وعودة ميمونة، سيدي الرئيس، وأعلن، على بركة الله، اختتام أعمال منتدى الأعمال الموريتاني-الإسباني.

أشكركم، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح”.

من جانبه أعلن رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز عن سلسلة من الإجراءات العملية لترجمة الإرادة السياسية إلى واقع اقتصادي.

وكشف سانشيز عن حزمة طموحة بقيمة 200 مليون يورو لدعم الاستثمارات، تتوزع بين قروض للمشاريع الخضراء وتمويل دراسات الجدوى وأدوات لتغطية المخاطر وتسهيل تنفيذ المشاريع، خاصة في مجال تحول الطاقة.

وفي خطوة عملية لتعزيز الحضور المؤسسي، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية أنه اعتبارًا من الأول من سبتمبر سيكون لإسبانيا أول ممثل اقتصادي وتجاري لها في موريتانيا، بهدف مساندة جهود السفارة ودعم الشركات الإسبانية على الأرض.

وأشاد رئيس الحكومة الإسبانية بالعلاقات المتنامية، مشيرًا إلى أن “إسبانيا هي بالفعل الزبون الأول والمورد الثالث لموريتانيا من بين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”، مؤكدًا وجود هامش واسع لتكثيف وتنويع هذه الروابط.

كما أعرب عن رغبة بلاده في توسيع مبادرة “تحالف إفريقيا تتقدم” لتشمل موريتانيا والاستفادة من مبادرة “البوابة العالمية” الأوروبية لتمويل مشاريع استراتيجية في البنية التحتية والطاقة.

وكانت أشغال منتدى الأعمال الموريتاني الإسباني قد انطلقت صباح اليوم تحت رئاسة معالي وزير الاقتصاد والمالية، السيد سيد أحمد ولد أبوه، بحضور ممثلين عن القطاعين العام والخاص من كليْ البلدين.

وعبر معالي وزير الاقتصاد والمالية، في كلمته بالمناسبة، عن سعادته بافتتاح أعمال المنتدى على هامش الاجتماع رفيع المستوى الأول بين موريتانيا وإسبانيا برئاسة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ومعالي رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز.

وشكر الشركاء الاسبان على حضورهم القيم، وعلى التزامهم المتجدد بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مبينا أن هذا المنتدى يأتي في لحظة حاسمة لتعزيز الحوار الاقتصادي الثنائي وتحفيز الاستثمارات وبناء شراكات استراتيجية قوية بين القطاعين الخاصين في البلدين.

وأوضح أن موريتانيا تسعى في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ول الشيخ الغزواني إلى تهيئة مناخ استثماري جاذب من خلال إصلاحات هيكلية شملت إنشاء وكالة وطنية لترقية الاستثمار لتأطير ودعم المستثمرين، وتحديث مدونة الاستثمار، وإصدار قانون جديد للشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وأشاد وزير الاقتصاد والمالية بالدور الجوهري الذي يمكن أن يلعبه القطاعان الخاصان في موريتانيا وإسبانيا لتعزيز ديناميكية التعاون الثنائي، وذلك من خلال تعبئة الجهود والطاقات، واستكشاف آفاق الاستثمار الواعدة التي توفرها السوق الموريتانية، والعمل على تحويلها إلى فرص شراكة عملية ومربحة للطرفين.

وبدوره رحب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية السيد الشيخ العافية ولد محمد خونة بالوفد الإسباني منوها بالتحضير الجيد لهذا المنتدى الذي يشكل فرصة كبيرة لمؤسسات القطاع الخاص الموريتانية والإسبانية للعمل معا على تعزيز التعاون والتكامل فيما بينهما وبناء شراكات مربحة قائمة على المنفعة المتبادلة والتكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.

وبين أنه لتحقيق الأهداف المنشودة في هذا المجال عملت غرفة التجارة والصناعة والزراعة الموريتانية مع بعض الغرف الإسبانية على إنشاء مجلس أعمال موريتاني إسباني سنة 2023، أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ومعالي رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز على الانطلاقة الرسمية لأعماله، وذلك على هامش زيارة الصداقة والعمل التي أداها الأخير لموريتانيا 2024م.

وأوضح أن هذا المجلس يمد جسور التعارف والتواصل بين الهيئات الخاصة الموريتانية – الإسبانية مما أسهم في تعزيز اقتصاديات البلدين الصديقين، مؤكدا أن هذا المنتدى سيساهم في توسيع شبكة العلاقات بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، وفتح آفاق واعدة في هذا المجال.

بدوره أوضح رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ أحمد، أن وجود هذا الوفد الكبير من إسبانيا اليوم في نواكشوط، لا يندرج فقط في إطار الدبلوماسية، بل يأتي امتدادا لعلاقة عريقة غذتها قرون من التبادل الإنساني والاقتصادي والثقافي، مبرزا أن موريتانيا وإسبانيا لا تجمعهما مجرد الجغرافيا القريبة فقط بل يربطهما تاريخ ثري وجوار طبيعي ومستقبل مشترك ينبغي بناؤه.

وأضاف أننا اليوم نعيش في عالم تحكمه التكتلات الاقتصادية الكبرى، وسلاسل القيمة العابرة للحدود، والسعي نحو شراكات استراتيجية مما يستدعي توحيد العلاقات الاقتصادية وبناء مشاريع مشتركة وتطوير شراكات مع الفاعلين الاقتصاديين فيها لدفع علاقاتها نحو آفاق جديدة، مثمنا الإرادة المشتركة لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الإسبانية في إعطاء دفع واضح لعلاقتنا الثنائية.

من جانبه، عبر السيد خايمي مونتالفو المدير الدولي لغرفة التجارة الإسبانية عن سعادته بإقامة المنتدى الموريتاني الاسباني، منوها بالدور الذي يلعبه المنتدى في إرساء التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

ومن جهتها أكدت السيدة اليسيا فاريل المديرة العامة للتجارة الدولية والاستثمار باسبانيا، أن هذا اللقاء، الأول من نوعه بين موريتانيا وإسبانيا، سيسهم في مزيد من الشراكة والتعاون، مبينة أن انعقاد هذا اللقاء الاقتصادي هو دلالة لمستوى العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية.

وتميزت الجلسة بالإطلاق الرسمي لمنصة “قنطرة” من طرف معالي وزير الاقتصاد والمالية، السيد سيد أحمد ولد أبوه.

وقد قدم المنصة السيد محمد ولد الوالد، رئيس مجلس الأعمال الموريتاني الإسباني، مشيرا إلى أنها توفر مساحة تفاعلية لعرض الفرص الاستثمارية، وربط الشركات، وتسهيل الوصول إلى المعلومات الاقتصادية، مما يعزز من ديناميكية الشراكة بين البلدين.

وضمن فعاليات الجلسة الافتتاحية، قدم السيد حبيب الله محمد أحمد، المدير العام المساعد لوكالة ترقية الاستثمارات في موريتانيا، عرضًا تناول فيه فرص الاستثمار المتاحة في البلاد، والتحسينات التي شهدها مناخ الأعمال خلال السنوات الأخيرة، مستعرضًا الإصلاحات التي تم اعتمادها لتبسيط الإجراءات وتحفيز المستثمرين الأجانب، إلى جانب الإمكانات الاقتصادية التي تزخر بها موريتانيا في قطاعات الزراعة، الطاقة، التعدين، والسياحة.

كما تضمن المنتدى مجموعة من الجلسات القطاعية الموازية، تناولت فرص الأعمال والاستثمار في قطاعات التحويل، الزراعة والتنمية الحيوانية، والصيد، والمعادن، والطاقة، والمياه، والبيئة، إضافة إلى اللوجستيك والسياحة.

وشهد المنتدى أيضا تنظيم طاولة مستديرة حول تجارب مؤسساتية شارك فيها ممثلون عن شركات موريتانية وإسبانية.

ويأتي هذا المنتدى تتويجًا لجهود مشتركة انطلقت من اللقاء رفيع المستوى بين البلدين، ليؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي المبني على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة والمصالح المتبادلة، بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.

وتميزت الجلسة الافتتاحية بحضور رسمي رفيع ضمّ معالي وزيرة التجارة والسياحة، السيدة زينب بنت أحمدناه، ومعالي وزير الزراعة والسيادة الغذائية، السيد أممه ولد بيباته، بالإضافة إلى ممثلي الوزارات والهيئات الاقتصادية من الجانبين الموريتاني والإسباني.

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock